*
ﻣﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻘﺼﺺ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ , ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﺮﺡ ﺳﺎﺭ , ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺰﻥ ﺍﻟﻀﺎﺭ ,
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ , ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ , ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ , ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ , ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﺮﻭﻫﺎ , ﺃﻭ ﻧﺪﻭﻧﻬﺎ ﻟﺘﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺔ .
ﻣﺮ ﺑﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ , ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻮﺩﺗﻪ , ﻓﺒﻌﺪ ﻫﺠﻌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ , ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ ﺗﻘﺬﻑ ﺣﻤﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﻄﻖ !! ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺗﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ , ﻟﻘﺪ ﺗﺴﻮَﺭَﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻐﻤﺎﺕ ﺣﺎﺋﻄﻲ ﻭﺃﻏﺎﺭﺕ ﺭﻏﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻧﻲ , ﻭﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﻓﻲ ﻭﺍﺭﺗﻄﻤﺖ ﺑﺄﺿﻼﻋﻲ , ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺑﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺿﻼﻋﻲ , ﻭ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺃﺫﻥٌ ﺗﺴﻤﻊ !! ﻭ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺨﻔﻖ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻃﺒﻠﺔ ﺗﻘﺮﻋﻬﺎ ﺃﻛﻒ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ !!
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ؟
ﻭﻟﻤـَ ﻟـﻢْ ﻳﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ؟
ﺃﺭﺟﻞ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﺟﺎﻝ ؟
ﺃﻫﻮ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﻄﻪ ؟
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺧِﻠﻘﺘﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ !!
ﻫﻞ ﻫﻮ ﻓﺾ ﻣﻔﺘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺃﻭ ﺳﻬﻞ ﻟﻄﻴﻒ ؟؟
ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺩﺍﺭﺕ ﻓﻲ ﺧﻠﺪﻱ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻪ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺰﻋﺞ , ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻔﻆ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ , ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ , ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺴَﺤَﺮ , ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻟﻪ ﻟﻴﻐﺪﻕ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺘﻬﺠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﻛﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ , ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ؟
ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺮﺃ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ؟
ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ , ﻟﺒﺴﺖ ﻏﺘﺮﺗﻲ ﻭﺗﻌﻄﺮﺕ , ﺛﻢ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ .. ﺃﺧﺬﺕ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ : ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ \" ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻨﺴﻴﺔ \" ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺠﺒﻴﺮ , ﻭ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ \" ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ \"ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻭﻓﻘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻗﻖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻟﻠﺼﻮﺕ …
ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻲ ﺳﻨﺎ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﺜﻠﻲ ﻧﺼﺤﻪ , ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻲ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻲ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ , ﻓﻤﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻈﻬﺮﻩ …
ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻘﺪﻭﻣﻲ ﻓﺎﺳﺘﺠﻤﻊ ﻗﻮﺍﻩ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﻣﺴﺘﺪﺑﺮﺍ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﺻﻮﻟﻲ !!
ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭ ﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ؟ ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺘﻲ ﻭ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﻤﺤﻲ
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺣﺮﻓﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ..
ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .. ﻟﻘﺪ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ..
ﻧﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻠﻤﺎ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻲ ﻭﺳﺎﺭ ﺑﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ !!
ﻓﻤﺸﻴﺖ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻃﻔﻞ ﻣﺘﺸﺒﺚ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺃﺑﻴﻪ !!
ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ﺃﻭ ﻣﺨﻤﻮﺭﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ..
ﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﻣﺤﺎﺩﺛﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻒ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮ !!
ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﺍﻧﺎ!
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺔ ﻗﺒﻀﺖ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﻭﻗﻔﺘﻪ …
ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﻮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟
ﻗﻠﺖ : ﻻ ﺗﺨﻒ ﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ؟
ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ؟
ﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺄﺯﻋﺠﺘﻪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ !!
ﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟
ﻗﻠﺖ : ﺃﺭﻳﺪ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻚ ؟
ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺣﺮﻡ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻤﺘﻌﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ !
ﺃﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻤﻌﻚ .. ؟
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻏﻄﻰ ﺑﻌﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭﺟﻬﻪ
ﺛﻢ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ؟
ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻟﻚ ﺻﺒﺮٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﺻﺎﺑﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺯﻳﺖ ﻳﻐﻠﻲ ﺗﺤﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳُﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻏﻄﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻗﻠﺖ :
ﺇﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﻭﺣﻚ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻙ ﻭﺃﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺃﻣﺎﻣﻚ
ﺛﻢ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ..
ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ :
ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺃﺧﺬ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ
ﺃﻳﺴﺮﻙ ﻋﻤﻠﻚ ﻫﺬﺍ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻻ ..
ﻭ ﻏﻄﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ
ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻪ ﻓﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻗﺪ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻷﺳﻰ ! ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻧﺖ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟ ؟
ﻗﻠﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻻ ﻻ .. ﻻ ﺗﺨﻒ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺒﻚ ﻭﺃﺣﺐ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻭﻣﺪﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ .. ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻓﻘﻚ ..
ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻚ ؟
ﻗﻠﺖ ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻃﻔﺄﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻚ
ﻗﺎﻝ .. ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ .. ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ
ﻗﻠﺖ ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ؟
ﺃﻃﺮﻕ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻣﺪ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﻓﺖ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻧﺎ ﺳﻜﺮﺍﻥ
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺇﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺐ
ﻗﺎﻝ ﺑﺤﺰﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻘﺪ ﺿﺤﻚ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻋﻠﻲ
ﻗﻠﺖ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺳﻮﺀ ﻓﺎﺗﺮﻛﻬﻢ
ﻭﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ ﻭﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﻄﻬﺮﻳﻦ
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ
ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺍﻵﻳﺔ :
\" ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ... \"
ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺘﻌﺘﻌﺎ :
ﻻ .. ﻻ .. ﺗﻖ .. ﺗﻖ .. ﺗﻘﻦ .. ﻧﻄﻮﺍ ..
ﻗﻠﺖ .. ﺃﺣﺴﻨﺖ
\" ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ \"
ﺳﺄﻟﺘﻪ :
ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ؟
ﺃﺟﺎﺏ ﺑﻠﻬﺠﺘﻨﺎ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﺑﺎﻛﻲ
\" ﺇﻳــﻪ ﺇﻳــﻪ \"
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺘﺤﺴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﻳﻄﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻪ : ﺃﻟﻚ ﺃﺑﻨﺎﺀ ؟
ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺗﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﻖ ﺣﺮﻭﻓﻪ
\"\" ﺇﻳـــﻪ .. ﺇﻳـــﻪ \"\"
ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻭ ﻃﺒﻄﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ
ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟
ﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻚ ﻭﻳﺤﺐ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻗﺎﻝ ﻣﺎﺳﻤﻚ ؟
ﻗﻠﺖ ﺍﻧﺎ ﻓﻴﺼﻞ
ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﺳﻤﻲ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟـ ... ﻭ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺟﺎﺭﻙ
ﻗﻠﺖ : ﺣﻴﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﺄﺑﻰ
ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ
ﺛﻢ ﻭﺩﻋﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﻲ
ﻭﻛﻠﻲ ﺃﻣﻞ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ
ﻭﻳﺪﺧﻠﻨﺎ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻓﻠﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻫﻞ ﺳﻴﺘﻮﺏ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ؟
ﻗﺪ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻳﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻴﺮﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﺭﺑﻪ ﻭﻳﻨﻴﺐ ﻣﺨﺒﺘﺎ ﺗﺎﺋﺒﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ
ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ ﻭﻳﺤﺬﺭ ﺍﻵﺧﺮﻩ
.
.
ﻳﺎﻣﻦ ﺗﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ
\" ﺃﻟﻢ ﻳﺄﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ \"
ﺑﻠﻰ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺁﻥ
ﺃﺧﻲ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻟﺴﺖ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ؟
ﺑﻠﻰ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻚ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﺎﻋﻠﻢ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ
[center]