شكلت منطقة البلد في جدة مصدرا دائما لبيع الألعاب النارية بعيدا عن الرقابة، حيث يعلم كل من يبحث عن تلك الألعاب سهولة وجودها بطريقة شبه مكشوفة في المركز الشعبي لجدة، مع ذلك استمرت تلك الظاهرة في الحضور كل عام رغم كل المحاولات التي تبذلها الجهات الرقابية للقضاء عليها.
ولا يحتاج من يريد شراء ألعاب نارية لكثير من الوقت للعثور عليها في الأزقة، فبمجرد العبور من الشوارع الرئيسة هناك من ينادي علنا عن امتلاكه ألعابا نارية لمن يرغب الشراء، لينتقل عند حصوله على عميل لمنازل شعبية أثرية تستخدم كمستودعات للتخزين ويديرها سماسرة من جنسيات مختلفة.
ومع ضيق المنطقة التي تباع فيها الألعاب النارية إلا أنها تعد المصدر الرئيس لها في كثير من مناطق المملكة مع وجود من يستطيع تغطية الطلبيات الكبيرة في المنطقة.
من جهتها، كشفت شرطة جدة توصلها إلى مستودعات كبرى تتولى توزيع الألعاب النارية ودهمها والقبض على من يديرها وإخضاعهم للتحقيقات بعد تحريات أمنية وتتبع مصدر التمويل لمن يقومون ببيع تلك الألعاب في الشوارع بنظام التجزئة.
وأكدت الشرطة سعيها لإخفاء ظاهرة الألعاب النارية بالاشتراك مع أجهزة حكومية أخرى كالدفاع المدني للمخاطر التي تنتج عنها كل عام خلال أيام العيد، وذلك عبر ملاحقة من يبيعها والموردين الذين يمولونهم.
ولم يقتصر نشاط البيع - وفقا لشرطة جدة - على الباعة الجائلين الأجانب، حيث جرى ضبط مواطنين يقومون ببيع الألعاب النارية خصوصا في المناطق الشعبية والسيارات الخردة المتوقفة في أماكن بعيدة عن أعين الرقابة.
وقال الملازم أول نواف البوق مساعد المتحدث الرسمي لشرطة جدة" تواصل الشرطة ملاحقة باعة ما يسمى بـ "الطراطيع" بواقع دوريات سرية ورسمية تم توزيعها على مواقع متعددة من المحافظة وفق خطط عمل أعدت بناء على ما يرد من إخباريات المواطنين وأيضاً ما يرصد سرياً عن طريق جهات الاختصاص ومن هذه المواقع دوار البيعة في حي البلد، والمحمل، والأسواق القديمة (الشعبية) في باب مكة وباب شريف، حيث التوزيع الأساس لتلك الطراطيع. وتم ضبط مخازن ومستودعات استخدمها باعة هذه الألعاب لمواراتها عن الجهات الأمنية وإخراج الكميات بالطلب حسب حاجة السوق - ذكر ذلك أحد المقبوض عليهم".
وذكر البوق أن معظم الذين يقومون بشراء هذه الألعاب هم كبار السن ويأتون برفقة أطفالهم ليتخيرون نوعية تلك الألعاب الخطرة، وهناك أنواع متعددة منها في الصوت واللون، ومنها ما يطير وينفجر في السماء وأسعارها تختلف، ولكن في الفترة الحالية أي ما قبل العيد تحقق الطراطيع أكبر عائد مادي لها. من جهة أخرى، أكد اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي مدير شرطة محافظة جدة أن في استخدام هذه الألعاب من قبل الأطفال خطر على حياتهم وتعريض لحياة الآخرين للخطر لما تحتويه هذه المفرقعات من مواد سريعة الاشتعال دائماً ما تتسبب في حوادث مفزعة ولا سيما أننا مقبلون على فترة العيد والمستشفيات خير شاهد على ذلك فلابد لأولياء الأمور من إيجاد وسيلة ترفيه سليمة وآمنة لأبنائهم ومراعاة الأمانة الواجبة على الأهل تجاه الأبناء. وأشار اللواء الغامدي إلى أن الدوريات السرية والرسمية مسيرة في الشوارع ومتواجدة للقضاء على أي ظاهرة تخل بالأمن، ودعا المواطنين إلى ضرورة الإبلاغ عن هؤلاء الباعة حفاظاً على سلامتهم وسلامة أبنائهم.